الصفحات

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

عبد العزيز بن عبد الله بن باز عوض بن عوض القحطاني عن جماعة التبليغ

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عوض بن عوض القحطاني زاده الله من العلم والإيمان, وجعله مباركاً أينما كان, آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أما بعد: فقد وصلني كتابك الكريم, وفهمت ما شرحتم فيهوما تضمّنه السؤال عن جماعة التبليغ وهل طريقتهم صحيحة ؟ وهل هناك مانع من مشاركتهم فيما يقومون به من الدعوة والخروج معهم إلى آخره ؟
والجواب: قد اختلف الناس فيما ينقلون عنهم فمن مادح وقادح, ولكننا تحققنا عنهم من كثير من إخواننا الثقات منأهل نجد وغيرهم الذين صحبوهم في رحلات كثيرة وسافروا إليهم في الهند والباكستان,فلم يذكروا شيئاً يُخِلّ بالشرع المطهر أو يمنع من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوة. وقد رأينا كثيراً ممن صحبهم وخرج معهم قد تأثر بهم وحسنت حاله كثيراً في دينه وأخلاقه ورغبته في الآخرة .
فعلى هذا لا أرى مانعاً من الخروج معهمومشاركتهم في الدعوة إلى الله، بل ينبغي لأهل العلم والبصيرة والعقيدة الطيبة أن يشاركوهم في ذلك, وأن يُكملوا ما قد يقع من بعضهم من نقص, لما في سيرتهم وأعمالهم من التأثيـر العجيـب علـى مـن صحبهم من المعروفين بالانحراف أو الفسق.
وإليكم برفقه صورة من كتاب كتبه شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله يثني عليهم فيه, ويشجع على مساعدتهم في الدعوة وعدم منعهم, وذكر فيه: "أن مهمتهم العظة في المساجد, والإرشاد, والحث على التوحيد وحسن المعتقد، والحث على العملبالكتاب والسنة, مع التحذير من البدع والخرافات إلى آخر ما ذكر في كتابه المشفوع بهذا... " , وتجدون أيضاً برفقه نسخة من تقرير كتبه بعض إخواننا الثقات عنهم وهوفضيلة عميد كلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورةفي العام الماضي, وفضيلة الشيخ عبد الكريم مراد الأستاذ بالجامعة الإسلامية وهو معروف لدينا بحسن المعتقد ويجيد لغتهم مع العربية لحضور مؤتمرهم السنوي الذي يقامفي الباكستان كل سنة . وخلاصة التقرير الثناء عليهم والدعوة إلى مشاركتهم في دعوتهم واجتماعهم واستمرار الصلة بهم .
وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه, وأن ينفع بهم وبأمثالهم المسلمين, إنه سميع قريب, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن بازمحمد تقي الدين الهلالي جماعة التبليغ

خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله) إلى فضيلة الدكتور / محمد تقي الدين الهلالي برقم 889 / خ المؤرخ 10/10/1403هـ
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالعزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي, وفقه الله للخير, آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: يا محبّ: كتابكم الكريم المؤرخ 12/8/1403هـ وصل, وصلكم الله بهداه، وفهمتُ ما أشرتمإليه من أخذ رأينا في قطع راتب الأخ أحمد المهاني بكونه يخرج مع جماعة التبليغ، وأفيدكم بأن الذي أرى الاستمرار في إعطائه راتبه الذي نرسل بواسطتكم, لأن خروجهمعهم ليس من السياحة المذمومة في شيء، لكونهم يقومون بالتجول للدعوة إلى الله عزوجل في المدن والقرى, ويتصلون بكبار الناس وعامتهم، واجتماعاتهم في بنغلاديش وغيرها, يحضرها كبار الناس وصغارهم حسب ما أفادنا به الثقات من المشايخ ممن أرسلنا لحضوراجتماعهم في بنغلاديش في عام مضى، فاستدلال فضيلتكم على ذم خروجهم بأنه ينطبق عليهم ما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عمّن يتعبد بمجرد السياحة في الأرض والتفردفي شواهق الجبال والكهوف والبراري، يخالفه واقعهم وعملهم، ونسأل الله أن يوفقالجميع لما يرضيه, إنه جواد كريم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد 10 /10/1403هـ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز جماعة التبليغ إلى فضيلة الشيخ / فالح بن نافع الحربي


خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللهبن باز رحمه الله إلى فضيلة الشيخ / فالح بن نافع الحربي برقم 889/خ المؤرخ 12/8/1406هـ
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد العزيز بن عبد الله بن بازإلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي أمدّه الله البصيرة, وشرحصدره لما يرضى رب العالمين, آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقدوصلني كتابك المؤرخ 26/2/1406هـ , وفهمتُ ما تضمّنه من النيل من جماعة التبليغ,واستنكارك لما كتبتُ بشأنهم، وما كتبه قبلي شيخنا العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية في زمانه قدّس الله روحه, ونور ضريحه من الثناء عليهم. ولقد ساءني كثيراً تنقُّصُك وحطُّك من قدره بقولك: "ابن إبراهيم", وأنالأشخاص الذين أشرتَ إليهم يخالفونه في الرأي فيهم. ولقد عجبتُ مما ذكرتَ فأين يقع علم هؤلاء ورأيهم من علم شيخنا, وبصيرته, وبُعد نظره, وسعة اطلاعه, وتأنّيه, وحكمته . ونحن بحمد الله على بصيرة من ديننا, ونوازن بين المصالح والمضار، ونُرجحما تطمئن إليه قلوبنا, وقد تأكّدنا من أخبارهم ما يطمئننا إلى الوقوف بجانبهم, معمناصحتهم فيما يحصل من بعضهم من النقص الذي هو من لوازم البشر كلهم إلا من شاء الله. ولو أنّ إخواننا من المشايخ وطلبة العلم الذين أشرتَ إليهم خالطوهموشاركوهم في الدعوة إلى الله، ووجّهوهم وكملوا ما يحصل منهم من النقص, وأرشدوهم فيمايخطئون فيه، لحصل بذلك خير كثير, ونفع عظيم للإسلام والمسلمين. أما النُّفرة منهموالتخلّي عنهم والتحذير من مخالطتهم فهذا غلط كبير وضررُه أكبر من نفعه . فاتهمالرأي يا أخي, واضرع إلى ربك أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه والأنفع لعباده, وأن يهديك لما اختلف فيه من الحق بإذنه, وأسأل الله عز وجل أن يُرينا وإياكم الحق حقاً ويمنّ علينا باتباعه، والباطل باطلاً ويمنّ علينا باجتنابه, ولا يجعله ملتبْساًعلينا فنضل, إنه ولي ذلك والقادر عليه, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

تكميل أنا بعد ما نسبت إلى فضيلة الشيخ محمد أمان من رجوعه عن الثناء على الجماعة المذكورة, وإنه يقول خرافيون ومبتدعة, فقد أنكر ذلك, واستغربه جداً, وأخبر أنه لا زال على ما كتب عنهم, لأنه كتبه عن مشاهدة ويقين, وأنه يحيل كل من سأله عنهم الى ما كتبه في ذلك .

الشيخ بن باز عن جماعة التبليغ تأييدلما كتبه الشيخ يوسف الملاحي

تأييد وإيضاح عبد العزيز بن باز لما كتبه الشيخ يوسف الملاحي الشيخ العزيز بن باز
لما كتبه الشيخ يوسف الملاحي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد إطلعت على هذه الرسالة الموسومة بما سّماها به صاحبها فضيلة الشيخ يوسف بن عيسى الملاحي “إصلاح وإنصاف لا هدم ولا اعتساف” في بيان حال جماعة التبليغ، وما لهم وما عليهم، فألفيتها رسالة قيمة جديرة بما سّماها به صاحبها، وذلك لأنه أوضح فيها حال الجماعة ونفعهم الكبير في الدعوة إلى الله سبحانه، وتوجيه الناس إلى الخير.وبّين أنهم غير معصومين كغيرهم من الدعاة، وأهاب بإخوانهم القائمين بالدعوة إلى الله سبحانه وغيرهم من أهل العلم أن ينصفوهم ويشكروهم على ما قاموا به من الخير وعلى صبرهم العظيم وتحملهم المشاق الكبيرة في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه، وأن يتعاونوا معهم في ذلك وينبهّوهم على ما قد يقع من بعضهم من الأخطاء، عملاً بقول الله سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان, واتقوا الله إن الله شديد العقاب), وقوله عز وجل: (والعصر إن الإنسان لفي خسر, إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر(, وقوله سبحانه: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن),

وقول النبي: “الدين النصيحة”، قيل لمن يا رسول الله، قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه مسلم.
وقوله: “المؤمن للمؤمن كالبنيانيشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه”وقوله: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم, كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَى” متفق على صحتهما.
وقوله: “المؤمن مرآة أخيه المؤمن“رواه أبو داود بإسناد حسن .فهذه الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة قد دلت على وجوب التعاون بين المؤمنين والتناصح، وأن يكون كل واحد عوناً لأخيه في الخير ومرآة له يرشده إلى ما ينفعه وينهاه عما يضره.
وهؤلاء الجماعة قد عرفناهم من دهر طويل، واجتمعنا بهم غير مرة في مكة والمدينة والرياض، وسرنا ما سمعنا منهم من النصح لله ولعباده ودعوة الناس إلى الخير وإلى إيثار الآخرة وعدم الركون إلى الدنيا والاشتغال بها عما أوجب الله عليهم من الحق.
وقد سبقنا إلى تزكيتهم والثناء عليهم سماحة شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله، فيما كتب به إلى علماء الأحساء والمقاطعة الشرقية مع رئيس جماعة التبليغ بالمدينة الشيخ سعيد بن أحمد وجماعته من المرافقين له، أوصاهم فيها بهم خيراً, وذكر أن مهمتهم العظة في المساجد والإرشاد، والحث على العمل بالكتاب والسنة مع التحذير من البدع والخرافات من عبادة القبور ودعاء الأموات، وغير ذلك من البدع والمنكرات؛ ثم قال رحمه الله:“كتبت عنهم بذلك طلباً لمساعدتهم من إخوانهم بالتمكين لهم من ذلك, سائلاً الله أن يرزقهم حسن النية والتوفيق للنطق بالحق، والسلامة من الزلل، وأن ينفع بإرشادهم وبيانهم, انه على كل شيء قدير” انتهى .
كما شهد عندي كثير من إخواننا الثقات الذين خالطوهم وسافروا معهم إلى بلدان كثيرة بالصبر والنشاط في الدعوة إلى الله، وتأثر الناس بهم وكثرة من يهديهالله على أيديهم.
فالواجب على أهل العلم والإيمان والدعاة إلى الحق إنصافهم والتعاون معهم على الخير، وتنبيههم وغيرهم من الدعاة على ما قد يقع الخطأ عملاًبالآيات والأحاديث السابقة, والله المسئول أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يصلحأحوال المسلمين جميعاً، وأن يوفق الدعاة إلى الله سبحانه أينما كانوا لمعرفة الحق,وإتباعه, والتعاون في ذلك، إنه جواد كريم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوةوالإرشاد 17/8/1407
اقراوا بالاحمر
موقف الشيخ محمد بن ابراهيم الثابتة لجماعة التبليغ
بلسان عالم صادق الشيخ بن باز
رحمه الله رحمة الابرار
وكم تحمل مشاق تاييده لجماعة التبليغ
من حديثي الاسنان
والمتهورين في التبديع والتشنيع

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي الداعي المؤرخ عن جماعة التبليغ والدعوة

أبو الحسن الندوي
عن جماعة الدعوة والتبليغ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين . أما بعد: إن جماعة الدعوة والتبليغ التي أنشأها العلامة الداعية الجليل الشيخ محمد الياس الكاندهلوي في الأربعينات من هذا القرن العشرين، والتي عرفت في العالم كله بنشاطاتها الدعوية والإصلاحية العظيمة، واعترفت الأوساط العلمية في شبه القارة الهندية بإخلاصها وتفانيها واستقامتها على الجادة, وجهودها الجبارة المحيّرة للعقول والمغيّرة للمجتمعات من حياة الغفلة والفسق والمعاصي إلى حياة التذكر والصلاح والتقوى، ولم يُحرم أي بلد لا في العالم الإسلامي ولا في البلدان الأوروبية وبلدان القارات في العالم من وفودها الدعوية وإرسالياتها المبشرة بالدين الحنيف، إن هذه الجماعة الإسلامية الصالحة هي – من دون شك – من أكبر الجماعات بل كبرى الجماعات الإسلامية على الإطلاق في العالم: أثرت على حياة مئات الآلاف من الناس، فأصبح عبّاد الدنيا العاكفون على الملذات والشهوات، والغارقون في حَمْأة المعاصي والإنتهاك للحرمات والاستهتار من عباد الله المخلصين والمسلمين الأبرار المتقين . إن هذا التغيّر قلما شهدته المجتمعات، وقد كان هذا التأثير لكبار المجددين والمصلحين في التاريخ من أمثال الحسن البصري إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى الدعاة الأجِلّة في مختلف البلدان الإسلامية، وعلى سبيل المثال الإمام ولي الله الدهلولي، احمد بن عرفان الشهيد وأصحابه وخلفائه الذين تركوا في الهند أمثلة رائعة من مآثر التجديد والإصلاح العظيمة، فأصلحوا العقائد وقاوموا الشرك والبدع والتقاليد الهندوسية والطقوس الشركية، وجميع أنواع المحدثات حتى كانت حركتهم أكبر وأقوى وأنشط حركة في سبيل إرساء دعائم التوحيد في شبه القارة الهندية، والقضاء على كل أنواع الشرك والبدع والضلالات وإظهار شعائر الدين، وإقامة الشريعة الإسلامية الغرّاء، ورفع راية الجهاد ضد قوى الباطل والطاغوت حتى سماهم الإنجليز المستهترون: بالوهابية، وأثاروا الضجة ضدهم وملؤا بهم الزنزانات والسجون، لقد كان الشيخ محمد الياس الكاندهلوي خليفة هؤلاء العظماء الأبطال من المصلحين والمجددين، الذي قام أيام كانت الهند تموج بالاضطرابات الطائفية التي كان يثيرها الإنكليز المستعمرون، وكان مثلث المسيحية والهندوسية والمادية يسيطر على الهند, ويأخذ بخناق المسلمين, ويذيب شخصيتهم, ويفقدهم دينهم وعقيدتهم وثقافتهم .

قام الشيخ محمد الياس في ضمن من قام من العلماء الأجِلّة المثابرين المناضلين بحركته الإصلاحية التي أسسها على العقيدة السلفية الصريحة الثابتة بالكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من دون مواربة ولا مجاملة ولا خوف من الحكام المشغبين المثيرين للفتن، ولا من المبتدعة البريلويين الذين كانوا فتنوا الناس بالإشراك وعبادة الأضرحة والقبور والبدع والخرافات وضلالات الفرق الباطلة، ولا من الساكتين المُسالمين للانحرافات، قام بهمة عالية تنوء بالأقوياء الشجعان، ولم ينتظر مجيء الناس إليه بل خرج إليهم بإخلاص, وإيمان, واحتساب, وحرقة في القلب, ولوعة في النفس, يذكرهم بمعاني التوحيد الحقيقية والرسالة بعقيدة التوحيد التي غشيها ضباب الشرك والوثنية الهندية، ويذكرهم بالعبادة وعلى رأسها الصلاة: التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبالذكر لله تعالى الذي يطمئن القلوب ويشرح النفوس ويثبت الأقدام، وبالعلم النبوي الشريف الذي يبقى الإنسان بدونه ميتاً وإن كان يدعى حياً، وبالإخلاص في العقيدة والقول والعمل, ويذكرهم بأخلاق المؤمنين بتراحمهم وتعاطفهم وتوادهم، وأن يعودوا إلى اجتماعيتهم، ثم بأن يتحركوا وينفروا وينشطوا في سبيل الله، دعاة مبشرين ومنذرين، يخلفون الأنبياء في أعمالهم ومهامهم فقد قال صلى الله عليه وسلم: "بعثتم مُيَسّرين ولم تبعثوا مُعسّرين", لقد قامت هذه الدعوة في هذا الجو وبهذه الدفعة الإيمانية والشرارة الإسلامية، وأنا عشتها وصحبتها, وأنا أشهد بالله أن هذه الجماعة رغم ما يوجد في كل فرد وفي كل جماعة من مآخذ أو بعض مواطن الضعف, أصلح الجماعات الإسلامية عقيدة وعملاً وسلوكاً، وأقواها تأثيراً وأكثرها إخلاصاً وتفانياً في العمل. إنّ هذه الجماعة قامت على يد الشيخ محمد إلياس الذي كان من جماعة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد والشيخ إسماعيل الشهيد وعلى مذهبها في التمسك بالتوحيد الخالص والسنة الصحيحة الصريحة. قد عُرِفَ الشيخ الإمام إسماعيل الشهد – عدا جهوده الدعوية وجهاده – بكتابه العديم النظير باسم (تقوية الإيمان) الذي ترجمته مع تعليقات باسم (رسالة التوحيد), وقد طبع ونشر مراراً، لقد كان لهذا الكتاب من التأثير البالغ القوي والنفوذ العجيب ما أطار نوم المبتدعة والخرافيين، فأثاروا فتنة تِلْوَ فتنة ضد هذا الكتاب، الذي ضرب على الوتر الحساس وتناول جميع أنواع الشرك الجليّ والخفيّ، وأنواع البدع الدولية والمحلية بالرد والتفنيد والدحض بالحجج القرآنية الساطعة والأدلة الحديثية الباهرة، بحيث قطع دابر المبتدعة الضالين، وغني عن القول أن هذا الكتاب على غرار كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعروف بكتاب (التوحيد) بل أقوى منه ردّاً وإفحاماً وقطعاً لحجج الخرافيين. ومن هنا فإن جماعة التبليغ والدعوة معروفة في طول الهند وعرضها وفي بنغلادش وباكستان بأنها جماعة وهابية تدعو إلى منابذة التقاليد الشركية ومحاربة القبوريين، وإن أشد الناس عداوة لجماعة التبليغ هم الطائفة البريلوية المبتدعة الخرافية التي تنتمي إلى الشيخ أحمد رضا خان التي تناصبها العداء، وتتهمها بالعمالة للحركة الوهابية، وتحارب كتاب تقوية الإيمان للإمام إسماعيل الشهيد، ولا تدع هذه الجماعة تدخل في مناطقها ومساجدها، وقد تشعل حرباً وتتعدى ضرباً لأصحابها، شأنهم في هذا الشأن الجاهليين الذين كانوا يقولون)): لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون )), ولكن يشهد الله أن كل هذه المحاولات والاتهامات والمناوشات لا تزيد الجماعة إلا صبراً واستقامة، فيجازيهم الله تعالى بقلب الأحوال وتغيير النفوس والقلوب، فكم من مبتدعة عادوا إلى حظيرة السنة ؟ وكم من واقعين في الشرك عادوا إلى التوحيد الخالص ؟ وكم من ضُّلال اهتدوا إلى الحق ؟ يشهد بذلك ويراه رأي العين كل من يجول هذه المناطق والقرى والأحياء, وإن كان هناك من مآخذ على بعض المنتمين إلى الجماعة فذلك يرجع إلى تقصيرهم وقلة استيعابهم وفهمهم للأسس والأهداف والمناهج والله على ما أقول شهيد, وصلى الله على النبي وسلم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أبو الحسن الندوي

الخميس، 8 نوفمبر 2012

جماعة التبليغ عقيدتها وأفكارها مشايخها المنهج الشيخ محمد إسماعيل جامعة الأزهر القاهرة


لقد كتب هذا المقال عن جماعة التبليغ مولانا الشيخ محمد إسماعيل بكر مدرس التفسير والمعارف القرآنية في جامع الأزهر

(جامعة الأزهر القاهرة جمهورية مصر العربية)


 
Taken with thanks from http://tablighijamaattruth.blogspot.in 

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عن جماعة التبليغ إلى محمد تقي الدين الهلالي

خطاب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله) إلى فضيلة الدكتور / محمد تقي الدين الهلالي برقم 889 / خ المؤرخ 10/10/1403هـ


بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالعزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي, وفقه الله للخير, آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: يا محبّ: كتابكم الكريم المؤرخ 12/8/1403هـ وصل, وصلكم الله بهداه، وفهمتُ ما أشرتمإليه من أخذ رأينا في قطع راتب الأخ أحمد المهاني بكونه يخرج مع جماعة التبليغ، وأفيدكم بأن الذي أرى الاستمرار في إعطائه راتبه الذي نرسل بواسطتكم, لأن خروجهمعهم ليس من السياحة المذمومة في شيء، لكونهم يقومون بالتجول للدعوة إلى الله عزوجل في المدن والقرى, ويتصلون بكبار الناس وعامتهم، واجتماعاتهم في بنغلاديش وغيرها, يحضرها كبار الناس وصغارهم حسب ما أفادنا به الثقات من المشايخ ممن أرسلنا لحضوراجتماعهم في بنغلاديش في عام مضى، فاستدلال فضيلتكم على ذم خروجهم بأنه ينطبق عليهم ما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عمّن يتعبد بمجرد السياحة في الأرض والتفردفي شواهق الجبال والكهوف والبراري، يخالفه واقعهم وعملهم، ونسأل الله أن يوفقالجميع لما يرضيه, إنه جواد كريم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد 10 /10/1403هـ

تقرير جماعة التبليغ للشيخ محمد أمانالجامي المدينة المنورة الجامعة الإسلامية كلية الحديث

تقرير عن زيارة جماعة التبليغ في بنغلادش للشيخ محمد أمانالجامي وعبد الكريم مراد حفظهما الله

بسم الله الرحمن الرحيم

وجهت جماعة التبليغ والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، فطلب إليها حضور لقاء إسلامي كبير يعقد في (داكا) عاصمة (بنغلادش) فلبّتْ الجامعة الطلب، فأوفدتنا أنا محمد أمان بن علي الجامي من كلية الحديث، وعبد الكريم مراد من كلية الشريعة, للمشاركة في اللقاء .

فغادرنا مطار المدينة المنورة صباح يوم الاثنين 10/2/1399 هـ إلى جدة في طريقنا إلى (كراتشي)، فوصلنا مطار جدة في تمام الساعة السادسة والنصف, واتصلنا بالخطوط الباكستانية فور وصولنا بواسطة مدير الخطوط المذكورة، فتمت إجراءات السفر في أقل من عشر دقائق, فدخلنا صالة المسافرين استعداداً للسفر، وبعد ساعة تقريباً من دخولنا فوجئنا بأن السفر سوف يتأخر إلى موعد غير محدد إذ طرأ في الطائرة خلل فني كما قيل، فجعلنا ننتظر هذا الموعد الذي لم يحدد بل لم َتِردْ أو لم تستطع الشركة تحديده، فحان وقت صلاة الظهر فصلينا في المطار, لأن الخروج ممنوع، ثم دعينا لتناول طعام الغداء, من هنا تأكدنا أن الموعد سوف يتأخر وأنه ليس بقريب .

وهكذا استمرّ انتظارنا إلى بعد صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء، ثم أعلن عن الموعد الأخير, وأنه ستكون المغادرة بعد الساعة الحادية عشرة من الليل، فتمت مغادرتنا فعلا بعد منتصف الليل, فواصلنا سفرنا إلى كراتشي، فأخذنا نغط في نومنا الذي هو عبارة عن راحة بعد تعب طويل في مطار جدة، ولم نشعر إلا حين أعلن أننا على مقربة من مطار كراتشي فاستيقظنا، فحمدنا الله تعالى على الوصول بالسلامة, فدخلنا مدين كراتشي قبيل صلاة الفجر, فصلينا الفجر في منزلنا في الفندق . وبعد أن استرحنا زمنًا كافياً للراحة بعد صلاة الفجر, تبادلنا الرأي بالنسبة للسفر إلى (لاهور) قبل السفر إلى (داما) كما هو المقرر, فرأينا تأجيله إلى ما بعد العودة من (داكا), خشية أن يحصل تأخر لسبب من الأسباب فيؤثر في الاجتماع الذي هو المقصود الأول من سفرنا هذا، فقضينا يوم الأربعاء 12/2/1399هـ في محل الحجز إلى داكا ليوم الخميس، ولكننا علمنا أن السفر إلى داكا عاصمة (بنقلاديش) لا يتم إلا ليوم الجمعة بالنسبة لمن لم يسافر يوم الثلاثاء والذي وصلنا فيه إلى كراتشي، هما رحلتان فقط رحلة لطائرة باكستانية يوم الثلاثاء ورحلة لطائرة بنغلاديش يوم الجمعة لا ثالثة لهما .

فحجزنا في طائرة يوم الجمعة فسافرنا فيها بعد صلاة بإذن الله، وصلنا مطار (داكا ) في وقت متأخر من الليل, والمسافة بين مطار (كراتشي) ومطار (داكا) تستغرق ثلاث ساعات ونصف ساعة، وكان في استقبالنا نحن وجميع الذين وصلوا معنا لحضور اللقاء لجنة مرابطة بالمطار لاستقبال الوافدين, ومعهم عدد من الأشخاص الذين بيننا وبينهم معرفة سابقة من السوادنيين وبعض الباكستانيين, فقاموا بجميع إجراءات المطار, وللوافدين لحضور الاجتماع إجراء خاص، حيث أنهم لا يفتشون بل لا تفتح شنطهم, وإنما تكتفي بالإشارة عليها بالتباشير الملون فقط, بينما يفتّش غيرهم تفتيشاً دقيقاً، ثم نقلونا إلى مسجد لهم بجوار المطار ليوزعوا الضيوف، من هناك على منازلهم في المخيم المهّيأ لهم بجوار مقرّ الاجتماع، فتم توزيعنا قبل صلاة الفجر, بل هجعنا قليلاً قبل الأذان ثم أذن, فصلينا في ذلك المسجد القريب, وهو: عبارة عن صالون كبير أقيم على مساحة من الأرض تقدّر ب(كيلو ونصف في كيلو) ليّسع لآلاف من الناس, ويصلي العدد الكبير الذي قدروه بما يقارب المليون خلف إمام واحد دون استخدام مكبّر الصوت، بل يكتفى بعدد كبير من المبّلغين موزّعين في المسجد على أماكن مرتفعة, حيث يسمع كل مصلي مهما بعد مكانه عن الإمام صوت المبلغ فيّتبع الإمام, ولست أدري ما السبب في عدم استخدام مكبر الصوت في الصلاة, علماً أنهم كانوا يستخدمونه في المحاضرات (بيانات) والتوجيه والتعليمات اللازمة؟!

وأما كيف تم ذلك التنظيم الدقيق والإعداد العجيب, فأمر يعجب الإنسان عن وصفه وصفاً دقيقاً, فقد بنى المسجد ومنازل الضيوف من مواد بناء خفيفة تستخدم ثم ترد لأصحابها في حوانيتهم, وهي لا تزال صالحة للبيع والاستعمال, وهذه المواد عبارة عن زنك وعيدان الخيزران والخيش والحبال دون استخدام المسامير لئلا يتلف شيء من مواد البناء, إذ قد تبرع بها التجار وأصحاب المصانع وقاموا بأنفسهم بالبناء والتركيب, فإذا ما انقضى الاجتماع, فسوف يقوم بحلّ الحبال ونقض البناء بسهولة كما كان التركيب والبناء بسهولة من قبل . في هذا المسجد الغريب من نوعه في ذلك الجو الإسلامي الهادئ يبعث على الخشوع والطمأنينة, وبعد الصلاة أخذ المصلون يعقدون جلسات موزعة في المسجد, ذلك الذي يشبه مساجد المسلمين في أيامهم الأول عندما كانت المساجد إنما تقصد للصلاة والعبادة فقط لا للتباهي بها وزخرفتها... والله المستعان.

فأخذت الجماعات الموزعة في المسجد تتدارس القرآن حفظاً, وكانت التلاوة قاصرة على السور القصار التي يحفظها غالباً جميع المصلين أو أكثرهم حتى تطلع الشمس ويحين وقت تناول طعام (الفطور), فبعد الفطور تُعدّ المحاضرات, وفي ضحى ذلك اليوم السبت 15/2/1399هـ حضرنا محاضرة ألقاها في طائفة ذلك المسجد فضيلة الشيخ محمد عمر باللغة العربية، وهي محاضرة تخصّ العرب فقط، ولقد كانت قيّمة ومفيدة أجاب فيها على كثير من الشبهات التي تدور حول نشاط الجماعة ووضعية دعوة الناس إلى الخروج، والغرض من الخروج وخلاصته تغيير البيئة للدعاة والمدعوين، لأن الذين يخرجون ليسوا كلهم دعاة, بل أكثرهم ممن يُراد إصلاحهم وترغيبهم في الإسلام وحُبّه، وتعليمهم ما يجهلون من أمور دينهم، وقد أثبتتْ التجربة أن ذلك لا يتم للإنسان إلا إذا خرج تاركاً مشاغل الحياة المتنوعة, وانتقل إلى بيئة صالحة للإصلاح... ..الخ, وبعد محاضرته أعلن لجماعة العرب أنهم يحضرون محاضرة في الميكرفون العام بعد صلاة الظهر, وطلب من أحدنا أن يقوم بهذه المحاضرة العامة، فلبيّنا الطلب طبعاً, فألقيتُ المحاضرة بعد صلاة الظهر، فتُرجمت فوراً إلى عدة لغات، ثم أعلنت عن محاضرة لعبد الكريم مراد يوم الأحد 16/2/1399هـ بعد صلاة الظهر، فكنّا نحضُرُ بعد كل صلاة محاضرة مترجمة من الأردية إلى العربية .

فألقى الشيخ عبد الكريم محاضرة في الموعد المحدد, وكانت تدور حول توحيد العبادة, والتحذير من الغلو في الصالحين, والبناء على قبورهم . وأما محاضرة يوم السبت فكانت توجيهات عامة تناولت تحقيق كلمة التوحيد في آخرها.

هذا ! وقد كان محل الاجتماع بعيداً عن العاصمة نحو 7 كيلو متر، وهذا مما ساعدهم على إيجاد الهدوء ومواظبة الناس على صلاة الجماعة، بل ملازمتهم للمسجد مدة الاجتماع. أما نحن وأمثالنا الذين وصلنا في وقت متأخر فلم نتمكن من دخول العاصمة لا قبل الاجتماع ولا بعده، فغادرنا بالسفر يوم الثلاثاء بعد انتهاء الاجتماع مباشرة للقيام بزيارة بعض الجهات في باكستان .

وأما غيرنا فبادروا بالخروج في سبيل الدعوة إلى الله، فكانوا يُشكّلون جماعات متعددة بعد كل محاضرة، ويوم الثلاثاء كان يوم توجيه للدعاة وتبصيرهم ووداعهم، وهو يوم إمتزج فيه الفرح بالبكاء الذي يدل على ما يكنّه القوم من التّحابُب في الله, والتفاني في حب الله, والتجرد للدعوة إلى الله, وتعليق قلوب العباد بالله وحده دون الالتفات إلى ما سواه. هذا ملخص ما يُستفاد من محاضرات القوم, وحديثهم, وتصرفاتهم, وزهدهم المتعدد، خلافَ ما يَذكُرُ من لم يعرفهم حق المعرفة أو يتجاهل حقيقة القوم لغرض .

ومما ينبغي التنويه به أن الجماعة تتمتع مما لا تتمتع به الجماعات التي تدعو إلى الله، وهو الصبر مع من يريدون إصلاحهم وهدايتهم وحسن السياسة معهم، صبرٌ يشبه صبر الأم الرؤوف على طفلها الحبيب. وقد هدى الله بهم خلقاً كثيراً في مختلف الجنسية، وفي مقدمتهم شبابنا الذين نبعثهم للدراسة إلى أوروبا وأمريكا, ثم نهملهم ونتركهم وشأنهم دون رعاية أو تربية، وقد قيّض الله بكثير منهم بهذه الجماعة فهداهم الله بها، بعد أن كادوا يمرقون من الإسلام متأثرين بحياة الجهة التي يدرسون فيها، ولديّ مشاهدات وقصص يطول سردها .


(( قصة قصيرة))

أذكر على سبيل المثال قصة قصيرة عن شاب من أهل الرياض حضر اجتماع داكا ضمن مجموعة من شباب في أمريكا بعد أن أنقذه الله من الجاهلية التي تورّط فيها، بسبب هذه الجماعة، وهذا أبدى لي رغبة في أن يعتمر, ولعل العمرة تُكفّر عنه سيئاته وتذهب بأمر الجاهلية. فشجّعته على ذلك طبعاً، بعد أن ذكرتُ فضل التوبة، وأنها تجبُّ ما قبلها، فقال: وهو يحسُّ بالخجل والاستحياء باد على وجهه - يا أخ محمد أريد أن أعتمر، ولكن ما أدري كيف العمرة, وأين أعمل لها، وماذا أفعل إذا وصلت مكة ؟ لأني نسيتُ كل ما درسته في المرحلة الثانوية قبل أن أذهب إلى أمريكا ؟ وضيّعتُ كل شيء... قال هذه الجملة وهو متأثر، وأنا بدوري تأثّرت، فقلت له: فتعال بنا إلى بعيد عن الناس لكي أشرح لك أعمال العمرة إلى أن قال: هل تسمح تُسجّل لي ? قلت: لا مانع إذا لديك مسجل وشريط، فأحضر المسجل فسجلتُ له بالاختصار، فشجّعته على زيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وزيارة الجامعة الإسلامية لكي تُزوّده الجامعة بالكتب والرسائل النافعة .

والأمر الذي أريد أن أخلص إليه في هذه القصة وما قبلها أن لجماعة التبليغ مكاسب يطول سردها ليست لغيرها من الجماعات التي تدعو إلى الله في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وهي مكاسب ملموسة لمس اليد، لا يقدر أحد إنكارها عدواً كان أو صديقاً.

وسرُّ المسألة أن الجماعة جعلت الدعوة إلى الله ومحاولة إصلاح الناس هدفها في هذه الحياة, ولم تمسك الدعوة باليد اليسرى والتعيش بإسمها باليد اليمنى، بل مسكتها بكلتى اليدين، ثم إنها ابتعدت عن التطلع إلى حب المدح والثناء عليها, بل استوى عندها المدح والذم، حتى أصبحت الحياة رخيصة عندها .

وأكتفي بهذه الإشارة لأن الأمر واضح، ولأن أثر دعوة القوم واضح كما قلت, والعاملون يستدل عليهم بآثار أعمالهم وبمكاسبهم, والله ولي التوفيق، وفي ذلك الجو الذي ذَكَّرنا حياة الدعاة الأولين الفطريين... قضينا ثلاثة أيام .

وفي اليوم الرابع غادرنا كراتشي بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء 18/2/1399هـ فبادرنا بالحجز في طائرة يوم الأحد 23/2/1399هـ إلى جدة, على أن يسافر أحدنا إلى لاهور في هذه الفترة قبل يوم الأحد ثم يعود ليسافر الوفد معاً إلى جدة, فتم سفره إلى لاهور يوم الأربعاء 26/2/1399هـ , ولكنه تأخر لظروف طارئة ولم يتمكن من العودة إلى كراتشي إلا في يوم الاثنين 24/2/1399هـ , فبعد ذلك كان سفر أحدنا يوم الأحد 23/2/1399هـ وسفر الآخر يوم الأربعاء 26/2/1399هـ , هكذا انتهت الرحلة المباركة إن شاء الله .


)) ملاحظات ((

ومما يلاحظ أن جماعة التبليغ ليس لها اسم رسمي، وإنما يُسمّيها الناس بهذا الاسم الذي تدل عليه دعوتهم وعملهم وهو التبليغ والتذكير . وأن المِرَانَ على الدعوة والتنظيم والاجتماعات المتكررة كل ذلك أكسبهم دقة التنظيم في أمورهم, دون أدنى تكلّف أو ملل . وفي إمكان الجماعة أن تعقد وتُنظّم لأكبر اجتماع الذي لو قامت للإعداد له جهة غيرهم لتكلّفت نفقات باهظة، واحتاجت لزمن طويل جداً، أما جماعة التبليغ فلا تتكلف في مؤتمراتها ولقاءاتها شيئاً يُذكر، إلا ما كان من قِرَى الضيف بالنسبة للوافدين من جهات بعيدة، بل أفراد الجماعة يعتبر كل واحد نفسه مسؤولاً عن المؤتمر، فكل واحد منهم يقوم بعمل يخصّه، ويحضر ما في استطاعته أن يحضر, ثم يباشر العمل بنفسه, فكل واحد منهم يحاول أن يخدم وينفع غيره, مما جعل مستوى التحابُبِ عندهم مرتفعاً جداً .


)) اقتراحات ((

وبعد أن شرحنا هذا عن الجماعة وما تقوم به من أعمال إسلامية تُعبّر عنها تلك المكاسب الهائلة الملموسة التي تحدثنا عن بعضها، والتي يَعتَبِرُ فيها الصديق والعدو على حد سواء، بعد هذا كله يحسُنُ بنا أن نقترح الآتي:

1 - التعاون مع الجماعة تعاونا فعّالاً وصادقاً مُؤثّرين ومُتأثّرين, ليحصل ما يشبه تبادل الخبراء.

2 -نقترح أن يكون لنشاط الجماعة في صفوف طُلابنا ليُفيدوا ويستفيدوا، وطلابنا من أحوج الناس إلى مثل هذا النشاط, وهذه الدعوة المباركة . 3- أن تُكثرالجامعة الإسلامية من المشاركة في لقاءات الجماعة ومؤتمراتهم، مُمَثّلةً في أعضاء هيئة التدريس وطلابها .

والله نسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم, بعيدة عن الرياء والسمعة إنه خير مسؤول, وصلى الله وسلم وبارك على أفضل رسله محمد وآله وصحبه .


محمد أمان بن علي الجامي عميد/ كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية 10/2/1399 ه

صالح بنعلي الشويمان مندوب الدعوة والإرشاد جماعة التبليغ في باكستان

تقرير المؤتمر السنوي جماعة التبليغ في باكستان صالح بنعلي الشويمان مندوب الدعوة والإرشاد

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة الوالد الكريم الشيخ عبد العزيز بنعبد الله بن باز (الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد)حفظه الله من كل سوء ووفقه وسدد خطاه, آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أمابعد: فقد بدأت اجازتي في 1/3/1407هـ وسافرت إلى باكستان في 3/3/1407هـ مع مجموعة من العلماء وطلاب العلم من مختلف الجامعات، من الجامعة الإسلامية, وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وجامعة الملك سعود وغيرها، فشاهدنا العجب العجاب، فبعدوصولنا مطار لاهور استقبلنا جماعة من الشباب الصالحين الذين يشرق نور العلموالإيمان من لحاهم ووجوههم, واتجهنا إلى مسجد المطار فأدينا فيه السنة ثم جلسنا حولبعضنا ونحن من بلاد مختلفة، فقام واحد منهم يتكلم بكلام عجيب يأخذ بمجامعالقلوب . ثم جائت السيارات ونقلتنا إلى مقر الاجتماع في رايوند, ذلك الاجتماعالجميل الذي تخشع بسببه القلوب وتذزف منه العيون وابل دموع الفزع والسرور والخوف من الله، يشبه اجتماع أهل الجنة، لا صخب, ولا نصب، ولا لغو, ولا فوضى, ولاكذب . نظيف جداً لا روائح ولا أوساخ، ومرتب ترتيب دقيق، فلا مرور ولا شرطة ولا نجدة ولا حراس، مع العلم أنه يفوق المليون . حياة طبيعية فطرية يحوطها ذكر الله، علم ومحاضرات ودروس وحلق ذكر ليلا ونهاراً، فوالله إنه اجتماع تحيى به القلوبوينصقل به الإيمان ويزداد, فما أروعه وما أجمله يعطيك صورة ناطقة عن حياةالصحابة والتابعين واتباعهم رضوان الله عليهم، جهد وعلم وذكر، كلام جميل، أفعال جميلة، حركات إسلامية رائعة، ووجوه مشرقة بنور الإيمان والعلم, فلا تسمع إلاكلام التوحيد والذكر، والتسبيح والتحميد، والتهليل والتكبير, وقراءة القرآن, والسلاموعليكم السلام ورحمة الله، وجزاكم الله خيراً, ولا ترى إلا ما يسرك ويبهج قلبك من إحياء سنن المصطفىطريـة تتمتع بهـا فـي كل لحظة، ما أجمله وما أحلاه من اجتماع إسلاميعظيم . وبالجملة تطبيق عملي لكتاب الله وسنة رسوله،فيا لها من حياة طيبةسعيدة، كم تمنيت من قلبي أن يكون هذا الاجتماع في ربوع المملكة العربية السعودية، لأنها جديرة بكل خير، ولأنها سبّاقة إلى كل خير منذ فجر عهد الملك عبد العزيز المشرقغفر الله له وقدّس روحه في جنات النعيم, وجمعنا وإياكم به في الفردوس الأعلى .
وأفراد هذا الاجتماع أشخاص من جميع جهات العالم على شكل واحد, وطبع واحد,وكلام واحد, وهدف واحد, وكأنهم أبناء رجل واحد, أو كأن الله سبحانه خلق قلباً واحداًفوزعه على هؤلاء، ليس لهم مطامع, ولا مآرب غير التمسك بأهداب الدين, وإصلاح شباب المسلمين, وهداية غير المسلمين إلى صراط الله الحميد، فكيف يجرؤ المرجفون على النيلمن هؤلاء الصالحين ؟ وقد قال فيهم الشيخ عبد المجيد الزنداني: "هؤلاء أهل السماء يمشون على الأرض". فأي قلب يجترئ على سبهم أو اتهامهم بما ليس فيهم, أنني أزعم أن هدف هذه الجماعة هو هدف حكومة المملكة العربية السعودية، وهو: إصلاح الناس في جميع العالم, ونشر الأمن والأمان في جميع المعمورة,... وإذا إنتهت المحاضرات بعد العشاء وسرحت طرفك يمنة ويسرة رأيتهموروداً علمية تتفكه فيها حيثما شئت, فأي حلقة تجلس فيها لا بد أن تخرج منهابفائدة، وإذا هدأت الرجل ونامت العين رأيتهم كالأعمدة يصلون قبل النوم،فإذاكان آخر الليل سمعتهم وكأنهم خلية نحل بكاء ونحيب وابتهال إلى الله, بأن يغفر اللهذنوبهم وذنوب المسلمين وأن ينجيهم الله وإخوانهم المسلمين من النار، وأن يهدي الناسجميعاً إلى إحياء سنة المصطفى، وقصار القول أنه اجتماع جدير بأن يحضره كل عالم طالب علم، بل وكلمسلم يخاف الله ويرجو الدار الآخرة, فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء وثبتهم وأعانهم, ونفع بهم المسلمين, إنه سميع مجيب .
أما القائمون على الخدمة فكلهم من حفظه القرآن الكريم، فصاحب المطحنة يطحن باسم الله وبالتكبير والتسبيح، وصاحبالمعجنة يعجن باسم الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله، والخبازين يخبزون بإسمالله وبذكر الله والتسبيح والتحميد والتكبير أيضاً، وقد شاهدناهم وسمعناهم وهم لايشعرون, فسبحان من فتح بصائرهم ووفقهم لذكراه, ودلهم على الطريق الصحيح الذي يتمناهكل مسلم .
والحقيقة يا سماحة الشيخ أن كل من صحبهم لا بد أن يكون داعية إلى اللهبالتمرين وطول الصحبة، فيا ليتني عرفتهم منذ أن كنت طالباً في الجامعة لكنت اليومعلامة في الدعوة وسائر العلوم. وهذا ! والله ما أدين الله به، وسيسألني الجبارسبحانه عن ذلك, يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا يغني أحد عن أحد .
ويا ليت جميع الدعاة التابعين لرئاستكم المباركة يشتركون في هذا الاجتماع, ويخرجون مع هذه الجماعة, ليتعلموا الإخلاص, وأسلوب الدعوة، وأخلاق الصحابة والتابعين واتباعهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأنيلهمنا رشدنا ويوفقنا للإخلاص والصواب, وأن يكفينا شرور أنفسنا والهوى والشيطان, وأنينصر دينه ويعلي كلمته, وأن يعز حكومتنا بالإسلام ويعز الإسلام بها, إنه ولي ذلكوالقادر عليه, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
كتبه ابنكم صالح بنعلي الشويمان مندوب الدعوة والإرشاد بمنطقة عنيزة